I- الأناشيد و الأغاني المدرسية
تقديم:
الموسيقى فن من الفنون الجميلة ، بل هي غاية الفنون و هي عبارة عن تعبير يقوم به الشخص تعبيرا عن أحاسيسه المفرحة أو الحزينة كما تحتل المكانة الأسمى من إبداع الإنسان ، إنها الفن الخالص الوحيد الذي يستطيع في استمراره و إيقاعه و تموجاته أن يثير أسمى متعة مجردة يعرفها العقل البشري و هي في الوقت نفسه نشوة مستمرة ترفع من استجابة النفس و تحفزها لكل ما هو خير وجميل .
و أصحاب الكلمة بالذات أول من اكتشف ذلك ، فلا أحسب أن ثمة في التاريخ و آداب الأمم كلها كاتبا أو شاعرا أو فيلسوفا أو رساما أو زعيما لم تكن الموسيقى محركا لإلهامه و مؤثرا في طرائف تفكيره و كتاباته ، و كان الشعراء دوما و في طليعتهم الشعراء العرب أشد الناس تعبيرا عن ولعهم بالموسيقى ، فراحوا ينافسون إيقاعاتها الصوتية بإيقاع كلماتهم و أرادوا مضاهاة أثرها في النفس في إطلاق معانيهم بأوزان مشتقة من أوزانها .
كما ارتبطت الموسيقى دوما بأجمل المشاعر و ارق العواطف الإنسانية و أشدها غزارة و إيحاءً و نقاوة ، و هي أصدق تعبير عن سعي الإنسان نحو الانسجام مع بالذات و الآخرين نحو التفاهم و الصفاء.
الغاية من تدريس النشيد:
أحب الأناشيد و الأغاني المدرسية لدى التلاميذ تلك التي تتجاوب مع أرواحهم الخفيفة المرحة و تناسب مستواهم من الإدراك و الفهم ، و النشيد أحد الوسائل الهامة التي يستطيع بها الإنسان التعبير عن انفعالاته في لحظتها و أهم الوسائل الناجعة لفهم الموسيقى و تذوقها، و من خلالها اكتساب القدرة على الإنشاد . و أعتبر نشاط النشيد و الأغاني المدرسية ثمرة حصة التربية الموسيقية ، بل يرتكز عليها بناء الحصة و أنشطتها الثلاثة ، إذ تكسب المتعلم التعبير الشفهي و الكتابي ، و اكتشاف التراكيب الإيقاعية للأنشودة بهدف تقوية الحس الإيقاعي ، و تنمية قدرات عدة نذكر منها :
تقوية الذاكرة:
عن طريق استظهار قطع المحفوظات و كذا المقاطع اللحنية.
الإطلاع على التراث الأدبي الفني الوطني و العالمي:
عن طريق اختيار مقاطع من الأساليب الأدبية الشعرية و النثرية لكبار الأدباء الذين كتبوا و تغنوا بأمجاد الوطن ووصفوا الطبيعة و مفاتنها و المخلوقات الإنسانية و الحيوانية و علاقاتها بالإنسان و كيفية احترامها و معاملتها و بعض الفضائل الإنسانية السامية.
كما يهدف النشيد إلى :
تهذيب ذوق التلميذ و إكسابه المهارة في الإنشاء و الإنشاد من خلال الكلام المنظوم الجميل المناسب لمستوى قدراته العقلية و الوجدانية و النفسية .
تربيته على الاحترام و العمل بروح الجماعة و تحمله على مواجهة الآخرين و حسن الإلقاء أمامهم دون تردد و تلعثم .
تعريف النشيد:
إن فعل نَشَدَ معناه " نادى" و "سأل" و طلب بصوت نقول- نشَدتًك الله أن تفعل كذا -أي أتوسل إليك بالله . و المعروف عند العامة أن الإنشاد هو المدح و عندما نقول أنشد فلانا القصيدة ، أي ألقاها بصوت حسن معبر عن معاني كلماتها و أداء جيد موقع بأوزان الشعر.
فالنشيد هو كلمات منظومة غالبا باللغة الفصحى تخضع للأوزان و قواعد علم العروض شعرا و قواعد الموسيقى لحنا و أداءً ، و يؤدى النشيد جماعيا أو فرديا مرفقا بآلات موسيقية أو دونها .
يصنف النشيد مع الغناء الملتزم و مواضيعه تكون وطنية، أو اجتماعية أو دينية أو تربوية أو جمالية .
إيقاع النشيد:
يوقع النشيد غالبا على ميزان " المارش"
بسرعة الخطى العسكرية كما يمكن توقيعه على موازين أخرى مثل :
( 4/3 ،4/4 ،4/2) اضغظ هنا
لحن النشيد :
يجب أن يكون اللحن مطابقا لمعاني الكلمات فإذا كان المعنى حماسيا كان له لحنُ حماسي: مثال
من جبالنا طلع صوت الأحرار
ينادنا للاستقلال لاستقلال وطننا
تضحيتنا للوطن خير من الحياة
أضحي بحياتي وبمالي عليه
من جبالنا
يا بلادي يا بلادي أنا لا أهوى سواك
قد سلا الدنيا فؤادي وتفاني في هواك
من جبالنا
كل شيء فيك ينمو حبه مثل النبات
يا ترى يأتيك يوم تزدهي فيه الحياة
من جبالنا
من جبالنا طلع صوت الأحرار
ينادنا للاستقلال لاستقلال وطننا
وإذا كان المعنى مفرحا أو محزنا كان له ما يوافقه من لحن معبرعن ذلك
أنواع الأناشيد :
يحمل كل نشيد رسالة ضمنية، قد تكون وطنية، دينية، اجتماعية، تربوية، جمالية، وصفية.
يجب حسن اختيار الكلمات التي تحدد موضوع النشيد ، فعلى أساسها يصاغ اللحن وتكون ذات النظم السهلة، و من البحور الخفيفة التي تصلح للإلقاء الجماعي و الفردي .
الإيقاع :
يستحسن تجنب الإيقاع المركب خاصة في الابتدائي و التركيز على الإيقاعات المتماشية مع قدرات التلميذ حسب سنه و مستواه .
اللحـن :
يجب أن تتمثل البساطة في اللحن و تجنب القفزات اللحنية و أن تكون الجمل اللحنية قصيرة مع مراعاة :
التحويلات المقامية والطبقة الصوتية
كما على المعلم عند اختيار مجموعة الأناشيد التي يدرسها أن تكون متنوعة الأهداف و الموضوعات.
الجوانب المنهجية للتعلم :
تفضيل التناوب وفق أنماط الانسجام الداخلي و الانسجام مابين أنشطة الحصة الثلاثة:
التذوق الموسيقي ، القواعد والنظريات الموسيقية، الأغنية التربوية.
عمل الأفواج :
من المفيد جدا العمل بطريقة التفويج المنتظمة ، تخص كل موضوع من المواضيع المتناولة ، و ذلك باجرا ء نشاطات تحليل الأناشيد و الأغاني المدرسية المقترحة بهدف معرفة كيفية تجسيد مفاهيم المعالجة .
و قد تشتمل الأنشطة التحليلية ما يلي :
1- تحليل النشيد من حيث :
المحتوى .
التركيب الإيقاعي .
التركيب اللحني.
2- تصنيف المحتويات حسب الأهداف المسطرة( القدرات) .
الدائرة التفاعلية .
علاقة نشاط الأغنية التربوية بأنشطة حصة التربية
الموسيقية و بقية المواد التعليمية الأخرى.
أنشطة حصة التربية الموسيقية :
النشيد .
القواعد الموسيقية .
التذوق و الاستماع .
المواد التعليمية :
علوم اجتماعية.
لغات حية.
تربية مدنية.
تربية إسلامية.
الخ… .لغة عربية
صفات النشيد الناجح :
ينبغي أن تكون الأناشيد التي تعطى للتلاميذ باللغة الفصحى دائما، وأن تنظم كلماتها بألفاظ سهلة في معانيها، بسيطة في تراكيبها، خفيفة في أوزانها الشعرية، ملائمة لقدرات التلاميذ العقلية، ومهاراتهم اللغوية، وخصائصهم اللغوية، وخصائصهم النفسية . كما ينبغي أن تشيع روح المرح والسرور في نفوس التلاميذ، وتبث فيهم النشاط ، كما يجب أن تتصل موضوعاتها كل ما يقع ضمن اهتمامات التلاميذ ويعبر عن البيئة التي تحيط بهم .
مثال : حياة المدرسة، حيات الأسرة وأدوات اللعب إلى غير ذلك .
يشجع المعلم التلاميذ وخاصة الموهوبين منهم، على ابتكار كلمات وألحان بسيطة في مستوى الأناشيد المعطاة لهم ،لإفساح المجال أمامهم للتعبير عن أنفسهم بواسطة النشيد، ودفعهم إلى محاكاة الأناشيد التي يدرسونها والنسج على منوالها بما أتيح لهم من قدرات لغوية وفنية وثقافية.
فوائد الغناء في المجتمع المدرسي :
تهدف الأناشيد المدرسية إلى تحقيق الفوائد التالية :
تربية أذواق التلاميذ وآذانهم وحناجرهم .
-1
زيادة حب التلاميذ للموسيقى والتعلق بها .
-2
تقوية الانتباه الإرادي عند التلاميذ .
-3
تهيئة الفرصة للتلاميذ لتعبير عن النفس تعبيرا حرا .
-4
تنمية الحس الإيقاعي عند التلاميذ وتربيتهم على الدقة في العمل وحب
-5
النظام .
تنمية القدرة على إدراك روح القطعة الشعرية وتذوق جمال أسلوبها .
-6
بث روح التعاون والتكامل والشعور بقيمة العمل الجماعي .
-7
شغل أوقات فراغ التلاميذ بالأعمال المفيدة والممتعة .
-8
ربط الموسيقى بالمواد الأخرى وإضفاء الجاذبية والحياة لها .
-9
تقوية الثقة بالنفس والاعتماد .
-10