يشكو الرجل من أن زوجته نكدية وأن بيته قطعة من الجحيم. يعود إلى بيته فتداهمه الكآبة،
إذ يطالعه وجه زوجته الغاضبة الحاد النافر المتجاهل الصامت.
بيت خال من الضحك والسرور ويغيب عنه
التفاؤل مثلما تغيب الشمس عن بيته فتلتهمه الأمراض. يقول في بيتي مرض اسمه النكد.
ويرجع السبب كله إلى زوجته ويدعي أنه
لا يفهم لماذا هي نكدية لماذا تختفي الابتسامة من وجهها معظم الوقت ويحل محلها الغضب والوعيد؟
ولماذا هي لا تتكلم ؟ لماذا لا ترد ؟
والحقيقة أن هذا الزوج لا يعرف أن زوجته بصمتها الغاضب إنما هي تدعوه للكلام.
إنها تصدر إليه رسالة حقيقية
إنها رسالة سلبية ولكن هذه طريقتها لأنهما لم يتعودا معاً – الزوج والزوجة –
على طريقة أكثر إيجابية في التفاهم.
وتشخيصاً للموقف نستطيع أن نقول :أننا أمام زوج لا يعرف ما يضير ويضايق ويؤلم زوجته ،
وهذا الزوج يتمادى في غيه مع الوقت ،
وهو أيضاً قد فقد حساسيته تجاه زوجته.وأننا أمام زوجة تكتم انفعالاتها وتخزن أشجانها. وتحترق بالغضب.
وهذه الزوجة تلجأ إلى أسلوب سلبي في الرد على زوجها وذلك بإشاعة جو النكد في البيت لتحرم زوجها من نعمة
الهدوء والاستقرار والسلام ونعمة الإحساس بذاته.وتظل الزوجة تستفز زوجها حتى يثور.
ولكنهما لا يتعلمان أبداً بل يستمران في نفس
أسلوب الحياة الذي يهدد بعد ذلك وبعد سنوات أمن واستقرار البيت ، واستمرار حالة الاستنفار معناه تراجع المودة والرحمة.
وهنالك ألف وسيلة تستطيع الزوجة عن طريقها استفزاز زوجها، وكذلك هناك أكثر من ألف
طريقة يستطيع بها الزوج استفزاز زوجته أهمها كما قلنا الصمت
والتجاهل والوجه الغاضب والكلمات اللاذعة الساخرة والناقدة والجارحة أو
يتعمد أي منهما سلوكاً يعرف أنه يضايق الطرف الآخر.
أو قد يلجآن إلى أسوأ أنواع الاستفزاز وهي إثارة الغيرة والشك.والعناد هو نوع من أنواع
البغي والتمادي والتحدي . والتحدي هو أسوأ سلوك زوجي
والتحدي يخلق عداوة والعداوة تؤدي إلى العدوانية وبذلك يحدث تصلب وتخشب وتحجر
وتفتقد المرونة وتضيع روح التسامح والتواضع والتساهل والتنازل.
واستمرار الزوجين في العناد معناه عدم النضج أو معناه أن أحدهما يعاني ألماً نفسياً
حقيقياً وأن الطرف الثاني يتجاهل عن عمد أو عن غير عمد هذا الألم