موضوع: ماهية العلاقة بين المعلم والتلميذ الثلاثاء 20 يناير 2015, 10:36
ماهية العلاقة بين المعلم والتلميذ - نظرة نقدية -
قال تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال الشاعر : قف للمعلم وفه التبجيلا ××××××××× كاد المعلم أن يكون رسولا
للعلم والعلماء فضل ومكانة كبيرة في الإسلام ، حيث حثنا الله ورسوله على العلم وطلبه بأقصى بقاع الارض ورفع من قدر العلماء وفضلهم على من سواهم وذكروا في كتاب الله الموضوع الذي أطرحه اليوم على طاولة النقاش يتطرق لنقطة الأختلاف والتباين في التعليم بين الأمس واليوم ، والعلاقة بين الطالب والمعلم ما لها وما عليها ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو ما نراه ونسمعه كل يوم من حوادث ومشكلات في المدارس بين الطلبة والمعلمين ، يقع ضحيتها الطالب تارة ، واخرى يكون المعلم فأحيانا نسمع ونقرأ عن طالب ضرب المعلم ، وآخر صفعه كف أمام الطلبة في الصف ، وثالث تربص به ويطعنه بالسلاح الابيض !!! وهذه والدة طالبة تعتدي على إحدى المعلمات أمام الطالبات وتوسعها ضربا وركلا على مرأى ومسمع من الجميع هذا بالنسبة للطلاب أما المعلمين فالوضع لا يختلف كثيرا فهذا معلم يحرم أحد الطلاب من درجة اعمال الشهر ، وهذا اخر يضرب ويعنف الطالب المهمل امام زمالائة واقرانه ، لدرجة احيانا يسبب له من الضرب المبرح عاهة مستديمة وتلك معلمة تستهزئ بطالباتها وتهينهم على اتفه واقل الاسباب بلا داعي و و و و و و ........ حوادث كثيرة تمر علينا ونشهد أحداثها وبداية فصولها منذ بداية العام الدراسي إلى نهايته تطرحه نفسها بقوة على الساحة التعليمية ومعها تطرح عدة تساؤلات هامة أبرزها أين هي هيبة المعلم ؟ بل أين هي قدسية التعليم ؟
:: :: :: :: فلنعد بالزمن قليلا للوراء أيام زمان أول ، عندما كان الأطفال يذهبون للشيخ لطلب العلم وحفظ القرآن الكريم وبعض أحاديث السنة النبوية الشريفة وتعلم المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة فمنذ الصباح الباكر ومع تسلل أشعة الشمس معلنة عن يوم جديد تراهم يتسابقون بكل همة ونشاط للوصول أولا مباهين بما حفظوه من آيات وسور في اليوم السابق ، كيف لا ومن منهم لم يحفظ ما قرر له يتوعده حساب عسير وعقاب يجعله محط استهزاء وضحك زملاءه ومع هذا كله تجد للشيخ هيبة كبيرة وكلمة مسموعة لا ترد أبدا حتى أن الأباء في المنزل أحيانا يتوعدون ويهددون ابناءهم بعقابهم باخبار الشيخ اذا فعلوا ما يغضبهم طلاب الأمس هم رجال اليوم " أجدادنا وآباءنا " ، هم من بنوا وعمروا هذه الاوطان بجدهم ومثابرتهم ، ولولا العلم الذي تلقوه بالامس لما كانوا ما هم عليه اليوم بالأمس كان الشيخ المصدر الوحيد للتعليم والمرجع الرئيسي لطلب العلم ، أما اليوم فقد تعددت وسائل التعليم ، من مرئية ومسموعة ، انتهاءا بالكمبيوتر والانترنت بالتحديد ، ويكفي الطالب أنه بلوحة مفاتيح وفارة وشاشة يمكنه أن يتعلم ويستفيد الكثير والكثير إذا استخدمها بالشكل الصحيح طبعا بل انه قد يصل احيانا لمرحلة يعتقد بها أنه يمكنه الاستغناء عن المعلم والكتب ، ولا يهمه من الدراسة سوى الشهادة فقط والتي تعينه في مجاله الوظيفي مستقبلا بالتأكيد هناك خلل ما ، وأكيد ان الخطأ والتقصير متبادل بين الطرفين المعلم والطالب ، لا أقول هنا أن المعلم هو الضحية والطالب هو الجاني !! فكلاهما جاني ومجني عليه إذا لم يعي كل منهما دوره ومكانته بالمجتمع :: :: :: :: :: :: ::
أتســــــــــــــــاءل من هو السبب لما آلت عليه العلاقة بين الطالب والمعلم ؟ هل هو الطالب باهماله احيانا وتكاسله ؟ أم المعلم بما يحمله من هموم ومشاكل وضغوط عمل وحياة ؟ أم هي طرق واساليب التعليم الجامدة والمملة احيانا ؟ أم هم الاهل الذين تناسوا في غمرة المشاغل أن يربوا في أبناءهم حب العلم واحترام المعلم ؟ ام لعله اختراع القرن العشرين المذم هم الاهل الذين تناسوا في غمرة المشاغل أن يربوا في أبناءهم حب العلم واحترام المعلم ؟هل " الانترنت " ؟ إذا كان هذا هو حال التعليم اليوم فكيف سيكون في الغد ؟ لماذا دائما نقول الغرب يسبقونا بأشواط وأشواط ؟ ما الذي ينقصنا من امكانات وعقليات حتى نسبقهم نحن ؟ عند مقارنة نسبة الامية واعداد المتعلمين والمثقفين والجامعين بينا وبين الغرب نجد فرق شاسع مهول بالفعل يند له الجبين ، لما هذا التقاعس ونحن امة إقرأ ؟ الحديث ذو شجون ويطول ويطول ويتشعب لمحاور كثيرة أترك المجال لكم لمشاركتي هذا الحوار واختم بسؤال موجه للجميع لو كنت مسئولا عن الحركة التعليمية في بلدك ، ما الذي تفعله أو تضيفيه أو تلغيه للرقي والتقدم بها ومواكبتها تطورات العصر بما يحفظ هويتها الإسلامية والعربية ؟