ahmed
| موضوع: عواقب التغطية على ضعف التلاميذ بنقط المراقبة المستمرة المضخمة الأحد 12 أكتوبر 2008, 17:02 | |
|
عواقب التغطية على ضعف التلاميذ بنقط المراقبة المستمرة المضخمة
لما كانت المؤسسة التعليمية تؤدي الدور المطلوب منها, كانت الامتحانات الإقليمية و الوطنية في نهاية كل سلك, كفيلة لوحدها بإفراز نسب مشرفة من الحاصلين على المعدل في كل المواد. و شيئا فشيئا أصبحت تلك النسب تتضاءل من جراء تراجع جودة التعليم و التكوين. و بدلا من السعي إلى الرفع من مستوى التلاميذ بتحميل نتائج المؤسسات التعليمية للمتنفذين فيها إقليميا, و من أجل الحفاظ على سيولة مقبولة للتلاميذ من سلك لآخر من دون تكرار متكرر و نسب فصل كبيرة, لجأت الوزارة أولا إلى تخفيض مستوى الامتحانات بتبسيط مضامين موادها حتى يحصل أغلب التلاميذ على المعدل و ينتقلون إلى السلك الموالي بضعفهم.
و مع الوقت استفحل ضعف التلاميذ من سنة لأخرى. فأصبح معه حتى تبسيط مضامين مواد الامتحانات لا تفرز النسب المطلوبة من الحاصلين على المعدل من أجل نقلهم للسلك الموالي. و بدلا مرة أخرى من تحميل نتائج المؤسسات التعليمية للمتنفذين فيها إقليميا من أجل الرفع من مستوى التلاميذ اعتمدت الوزارة دعم نقط الامتحانات الموحدة بنقط المراقبة المستمرة الزائفة و المبالغ فيها حتى تفرز تلك النتائج المزيفة النسب المطلوبة من الحاصلين على المعدل و نقل جلهم أميين إلى السلك الموالي.
وهكذا ظلت إلى اليوم, حتى نقط تلك الامتحانات الموحدة إقليميا والجد المبسطة تكذب بوضوح زيف نقط المراقبة المستمرة المحتسبة في المعدل العام, من أجل فرز معدل 95 % كل سنة من تلاميذ السادس ابتدائي منتقلين بأمية أغلبهم إلى الإعدادي.
نقط الامتحان الموحد الإقليمي تشهد على فداحة تصخيم نقط المراقبة المستمرة. و احتساب هذه النقط المزيفة بنسبة 75% في المعدل العام تعتبر بمثابة استهلاك المنشطات المحرمة في الرياضة. و المحرم الغير مقبول في الرياضة أصبح طبيعيا و حتى جد عادي في التعليم ببلادنا, على حساب تكوين أبنائنا و بناتنا و على حساب مستقبلهم ومستقبل البلاد المرتبط ارتباطا و وطيدا بمستقبلهم.
ورغم كل ذلك فهذا تعليق الوزارة على هذا الامتحان بتلك المواصفات :
"وضمن مكاسب الإصلاح خلال المرحلة الأولى التي نقف عليها اليوم ، أود أن ألفت الانتباه إلى النظام الجديد للامتحانات. وهو نظام جد متقدم مقارنة مع أنظمة امتحان أخرى في عدة بلدان شقيقة وصديقة. فقد أخذ هذا النظام بعين الاعتبار إمكانيات التلميذ المغربي وخصوصياته المرجعية والاجتماعية والثقافية والجغرافية. كما أعطى أهمية خاصة للبعد الجهوي. ولم يعد الامتحان في بلادنا يرعب التلاميذ والعائلات. فكانت النتائج الأولية مشجعة، ولدينا وعي بإمكانيات الاستدراك والتطوير لإعادة الثقة في النفوس، وفي الدراسة، وفي المدرسة والجامعة المغربيتين."
وثائق المنتدى الوطني للإصلاح ليوليوز 2005 الصفحة 25
و يشير التعليق إلى أن هذا النمط للامتحان هو موافق لإمكانيات خصوصيات التلميذ المغربي. فالعيب المستشف من هذا التعليق , ليس في البرامج و المناهج و غياب مساءلة ومحاسبة المتنفذين إقليميا في المؤسسات التعليمية عن نتائجها و لكن العيب في قدرات التلميذ المغربي المفترض حسب التعليق أنها متميزة أصلا بالضعف من دون باقي التلاميذ بباقي العالم. و لا حول و لا قوة إلّا بالله, و لا يكلف الله نفسا إلّا وسعها. و نسي صاحب التعليق أن تلاميذ التعليم الحر ببلادنا مغاربة كتلاميذ العمومي و يحصلون مع ذلك على نتائج جد مشرفة في نفس الامتحانات التي تمر في نفس الظروف إلى جانب تلاميذ التعليم العمومي. و عليه وجب تصحيح التعليق بما يلي " فقد أخذ هذا النظام بعين الاعتبار إمكانيات التلميذ المغربي بالتعليم العمومي وخصوصياته المرجعية والاجتماعية والثقافية والجغرافية."
فسبحان الله, جل المدارس الحرة توجد بالأحياء الشعبية و تلاميذها من نفس الأحياء بل أحيانا من نفس أسر تلاميذ التعليم العمومي, ورغم ذلك و بحسب ذلك العليق, يتميز تلاميذ التعليم العمومي عن غيرهم بـ : خصوصيات مرجعية و اجتماعية و ثقافية و حتى جغرافية, مغايرة لخصوصيات تلاميذ التعليم الحر و لأبناء و بنات كاتب التعليق و من يؤيده في ذلك و يواليه, و الذين يدرسون لا شك في التعليم الحر. و بدلا من توجيه الاتهام إلى تقصير المتنفذين الإقليميين في المؤسسات التعليمية عن تلك النتائج الهزيلة أصبح المتهم هو "خصوصيات أبنائنا و بناتنا و مرجعيتهم والاجتماعية والثقافية والجغرافية." فعلينا إدن نحن أولياء تلاميذ التعليم العمومي تغيير جلدتنا و خصوصيات ثقافتنا حتى يستحق أبناؤنا و بناتنا التعليم الصحيح مع الامتحانات الغير المزيفة.
لنا نحن أولياء أمور تلاميذ التعليم العمومي أن نتأمل فحوى هذا التعليق حين نعلم أنه صادر عن أول مسؤول بوزارة التعليم ببلادنا. تبسيط الامتحانات و تزيف نتائجها بنقط المراقبة المستمر هي بحسب ذلك التعليق, فقط من أجل سواد عيوننا و عيون أبنائنا و بناتنا الذين يجب عدم إدخال الرعب عليهم باعتماد نتائج غير مزيفة. فوجب من أجل ذلك تزييفها بنقط المراقبة المستمرة و التغطية بها على أمية ضعف أبنائنا و بناتنا المرعب بعد ست سنوات من ترددهم على المدرسة الابتدائية. و هذه هي عبارة التعليق في ذلك الصدد: " لم يعد الامتحان في بلادنا يرعب التلاميذ والعائلات" و عليه, فإن لم نتحرك من أجل إنقاذ الموقف بتحميل مسؤولية نتائج مردودية المؤسسات التعليمية للمتنفذين فيها إقليميا فسيستمر الحال على ما هو عليه, و المتضرر الأول و الأخير ليس فقط أبناؤنا و بناتنا بل كل الوطن.
من مساوئ تزيف معدلات الامتحانات في نهاية كل سلك باعتماد نقط المراقبة المزيفة ما يلي :
1. استفحال الأمية من بين أغلب التلاميذ في كل الأسلاك وصولا إلى التعليم العالي المفتوح الذي سمي كذلك من حيث يستقطب كل حاملي الباكالوريا من دون أي تمييز. و وُجد في مقابله التعليم العالي المحدود الاستقطاب. و سمي كذلك لأنه ينتقي من بين الحاصلين على شهادة الباكالوريا أصحاب المعدلات الممتازة و يقصي الباقين. هكذا يميز عمليا هذا التعليم, بين الباكالوريا الحقيقية و الباكالوريا المزيفة. و إمعانا في تحقير هذه الأخيرة عدد من المرافق العمومية و الخاصة تدرأ عنها تدفق المرشحين للدراسة أو العمل من سنة لأخرى بتحديد صلاحية شهادة الباكالوريا في سنة واحدة. يطلبون شهادة جديدة. و الحاملون لشهادة تقادمت صلاحيتها بمرور سنة عليها من دون عمل أو دراسة, يلتحقون بقوافل ضحايا الهدر المدرسي في سن متقدم من دون تكوين و لا حرفة تمكنهم من العيش الكريم.
و ليس الأمي في هذه المستويات من التعليم الطالب الذي لا يقرأ و لا يكتب و لا يحسب, و لكنه الطالب الذي لا يستطيع مسايرة دروسها رغم تبسيطها من أجل أمثاله سنة بعد أخرى, إلى حد إفراغها من محتواها. و دليل أمية طلبة التعليم العالي المفتوح و بهذا المعنى, هي هذه الشهادة من الوزارة نفسها :
نسبة الطلبة الحاصلين على الإجازة في أربع سنوات:10.03 % نسبة الطلبة الحاصلين على الإجازة في أكثر من أربع سنوات:40.38 % معدل الفترة الزمنية للحصول على الإجازة:9.33 سنوات بدلا من الأربع سنوات المقررة
المصدر : وزارة التربية الوطني وثائق المنتدى الوطني للإصلاح ليوليوز 2005 الصفحة 48
2. تفشي عقلية الاتكال و التواكل بين الطلبة. الطالب بل حتى تلميذ السادس ابتدائي يعلم علم اليقين, من خلال بيان النتائج, أنه ينتقل من قسم إلى قسم و من سلك لآخر فقط "بفضل" نقط المراقبة المستمرة المزيفة. و يستأنس بذلك و يتشبع بعقلية الإنسان المدلل و بضرورة الاستمرار بمده و مساعدته بكل ما يطلبه طيلة حياته من دون أي جهد منه في المقابل. طيلة الحياة المدرسية ينشأ التلميذ و الطالب على حيازة نقط لا يستحقها. و بعد مغادرته للدراسة تستفحل حاجياته لمقومات الحياة فيطلب استبدال النقط بالنقود من دون مقابل. يبدأ بقهر الأبوين على ذلك. و منهم من ينتقل إلى قهر باقي أفراد المجتمع على ذلك. يفضل الغش و الاحتيال و حتى السرقة من أجل كسب المال, بدلا من كسبه بالدخول في الدورة الإنتاجية المشروعة بالكد مقابل خلق الثروات لباقي المجتمع.
3.ظاهرة الغش في الامتحان و في غيره. في نهاية الثانوي التأهيلي, تريد الوزارة التخلص من أكبر قدر من الطلبة من دون باكالوريا مزيفة, في عمر متقدم, يهون عليها فيه الهدر المدرسي. فتقلص مقدار احتساب المراقبة المستمرة إلى فقط 25 % من المعدل العام. الطالب الناشئ على عقلية التواكل طيلة حياته الدراسية بتزييف المؤسسة لنتاجه, لا يفهم هذا التحول ضده فيأباه. و من حيث هو عديم القدرة على رفع تحدي اجتياز الامتحان بجهده فقط, يلجأ إلى أخد الدعم الذي سلب منه بالغش و بالتفنن فيه. فتفشي ظاهرة الغش هي نتيجة طبيعية للعنة تزييف نتائج باقي الامتحانات بنقط المراقبة المستمرة المزيفة.
و كل هذا غيض من فيض, كنتيجة شبه حتمية لتمادي الوزارة في تزييف نتائج التلاميذ و الطلبة باحتساب نقط المراقبة المستمرة المزيفة في المعدلات العامة, من أجل ضمان سيولة التلاميذ من قسم لآخر و من سلك لآخر, بدلا من ضمان تلك السيولة بتحميل نتائج المؤسسات التعليمية للمتنفذين فيها إقليميا و جهويا, أي بدلا من تعليم و تسيير و تدبير يسفر عن نتائج مشرفة من خلال الامتحانات الموحدة فقط من دون احتساب أية نقط مزيفة.
و مرة أخرى لن يُلتفت إلى مراجعة البرامج والمناهج و طرق تسير المؤسسات العمومية على غرار التعليم الحر الناجح إلا إذا قرر أولياء أمور تلاميذ التعليم العمومي التدخل لمساءلة و محاسبة المتنفذين الجهويين على نتائج تدبيرهم للمؤسسات التعليمية من خلال البيانات الجماعية لكل الامتحانات الموحدة الإقليمية منها و الوطنية. | |
|
youssef فارس لوحات
مسآهمـآتي? : 11657 أدعية : أوسمة التميز : أوسمة الاستحقاق : أوسمة المسابقات : تاريخ التسجيل : 30/01/2007
حوافز لوحات نقاط التميز: 2850 الاوسمة: 4
| موضوع: رد: عواقب التغطية على ضعف التلاميذ بنقط المراقبة المستمرة المضخمة الثلاثاء 14 أكتوبر 2008, 15:42 | |
| تسلم اخي احمد على الموضوع | |
|
salwa فارس لوحات
مسآهمـآتي? : 13582 عمري? : 44 دولت? : المغرب أوسمة التميز : أوسمة الاستحقاق : أوسمة المسابقات : تاريخ التسجيل : 16/01/2007
حوافز لوحات نقاط التميز: 4504 الاوسمة: 6
| موضوع: رد: عواقب التغطية على ضعف التلاميذ بنقط المراقبة المستمرة المضخمة الأربعاء 15 أكتوبر 2008, 14:49 | |
| بارك الله فيك اخي احمد على هذه النصائح | |
|