أطفال الشّوارع : 1

( إنارة صفراء على المجموعة كلّها مع صوت ريح و زمهرير)
مقدمة : ( صوت مسجل أو من الكواليس)
في منعطف الشارع ; في ركن مهجور
رقدوا.. يلسعهم برد مقرور...
أيام طفولتهم مرّت في الأحزان...
تشرّد ... جوع ....أعوام من الحرمان....
نيام في الشّارع ... بلا مأوى...
لاحمّى تشفع عند النّاس ; ولا شكوى..
الفصل الأول
المشهد الأول
(أطفال شوارع مجتمعون في زقاق كلّ منهم منزوي في ركن وحالتهم مزرية)
(موسيقى حزينة)
(يابني الإنسان لناس الغيوان)
الجماعة : حنا في أرض كيف كل أرض ; بداية أفراحنا أحزان;
الأرض و الإنسان; في مأساتنا عنوان; نعاودوا تشخيصها ;
و كيف ترسمات في ذاكرتنا جميع...
الممثل الأول : حالي ما هو حال; عايش وسط الأوحال ; واش أنا ولد
الحرام; ولاّ ولد الحلال ؟
الممثل الثاني : حالي و حالك و حالنا جميع مجهول ; خالي و خالك
و تفرقوا لخوال; لا مجال للسؤال; هذا محال.. محال ..محال..
الممثل الثالت :علاش حنا بلا مأوى و لا دواء . عايشين مهمشين مكمشين...
لا أحد يعطف علينا; و لا أحد يسأل علينا....
( إنارة حمراء)
المجدوب : لي حبّك حبّو أكثر..... والّي باعك لا تشريه
قلبي جاء بين يد الحدّاد ....... الحدّاد ما يحن ما يشفق عليه
ينزل الضربة على الضربة ...... ولى ابرد زاد النّار عليه
(مقطع لناس الغيوان يعيد كلام المجدوب)
الجماعة : مكتاب علينا ;;; مكتاب علينا
وفين وليدنا ;;; يحنوا علينا
يا حضار قولوا لينا ;; راه جميع الأبواب
تسدّت علينا


يتبع

أطفال الشّوارع 3


الفصل الأول
المشهد الثاني
ظهور أم وهي في حوار مع نفسها ; بعدها ظهور أب وهو في حوار مع نفسه ; حواجز وهمية تحول بينهم و بين ابنائهم; يشخّصونها بحركات ميمية
إنارة صفراء
الأم :طفلي ضاع منّي ; في لحظة مدّ و جزر; ضا ع منّي في لحظة ضعف و عنف
إنارة خضراء
الممثل الاول : (يستيقظ بعدما كان نائما)
طيف أمّي يناديني ; ألا تسمعون ؟
أمي .. أمي .. أمي
إنارة صفراء
هذا لا يطاق ; لحضنك أنا مشتاق
سدّت في وجهي كلّ الآفاق
سدّت في وجهي كلّ الآفاق
(موسيقى حزينة)
إنارة خضراء
المجدوب : عيطت عيطة حنينة ... فيقت من كان نايم
ناضوا قلوب المحبة ... ورقدوا قلوب البهايم
(ويكز بعكّازته أحد النّائمين ثم يفرّ مهرولا)
أغنية :يا عالم فيك الحكرة دايزة
إنارة صفراء
الممثل الأول : "يتم الحوار الذي بدأه"
الكلّ في سباق ; و أنا يا أمّي لا أستطيع أن أساير اللّحاق
لا استطيع ان اساير اللحاق
أغنية : دموع الصّبيان دايزة
الام : سباق ..لحاق.. امام كلّ بشر عملاق; و مظهر برّاق
يا نفسي كفى من هذا النّفاق
(أب نائم ; يستيقظ مفزوعا من نومه ; بعد سماع هذا النذاء)
إنارة خضراء
الممثل الثاني : أبي .. أبي.. عد يا أبي ; فالبيت بعدك لا يطاق
تبا لمن حرموا يدي و مقلتي من العناق
تبا لمن كان السّبب في هذا الفراق
تبا لمن تركني وحدي اكابد العسر و المشاق
ابنك يا ابي للإنحراف و المكاره يساق
ومن كلّ اصناف المآسي و الحرمان ذاق
(بصوت مرتفع متقدّما إلى الجمهور)
إنارة حمراء و يواصل
فهل كنت يوما يا أبي طفلا عاق
لتتركني مشرّدا ; أجوب كلّ درب و زقاق
نبدتمونا و حمّلتمونا ما لا يطاق
(يخفض صوته باستعطاف)
إنارة خضراء
انسيتم قول ربّي : (إلى ربّك يومئذ المساق)
صدق الله العظيم
الأب : "وقد تأثر بما سمع من عتاب ; فصحا ضميره طالبا من الله الصّفح و الغفران"
إنارة كاملة على الخشبة و الصّالة
المجدوب : قلبي تقطع بالمواس ... ما جاء برّا نواحو
من كان كوّاي للنّاس ... يصبر لكيات روحو
مقطع لناس الغيوان آه آه
الأب : ولدي يا صبي; أحزنت قلبي و شغلت لبّي ; غفرانك ربّي
غفرانك ربّي
طفلي حبيبي; عد إلى جانبي ; و دقّ ببابي ; بحقك يا نبي
كن شفيعي يوم حسابي
إنارة زرقاء
الممثل الثالت : "يشمّ شيئا في يده; إنّه مخدر من صنع يده"
أنا ديما جوال ; عايش في لهبال ; مخليت لا سهول و لا جبال
عايش وسط الأزبال ; مرتاح البال!!
الممثل الرابع : "يشفق لحاله ويعانقه"
فينك يا حقوق الطّفل و فينك يا حقوق الإنسان
الممثل الاول : سيروا الخيرية تشوفوا حقوق الطّفل على حقها و طريقها
يتبع

أطفال الشوارع 7




الفصل الثاني
المشهد الثاني
تتمة
إنارة كاملة
نشيد : نحن الصّبايا
نحن الصّبايا ...... نحن الضّحايا
نسمع الوصايا...... بلدي هوايا
هي كلّ منايا ....... أحسن الهدايا
و أكثر القضايا ....... أجزي لها العطايا
ولو أكلت البقايا ....... وسقت للمنايا
طهر البراءة نحن الصّبايا
الجماعة : للمسلمين نرجو الهداية ... بالطّفل نرجو العناية
حسن النّوايا عند الصّبايا
الممثل الرابع : كفى ذهابا وإيابا بين مختلف المحطّات المصيرية التي ينبغي انجازها
دون تحقيق أي منها
من فضلكم ; حددوا الأهداف و الأولويات و توكلوا على الله
الممثل الأول : عجيب و غريب !!
الممثل الرابع : وما العجيب فيما قلته !؟
الممثل الأول : ما إن ينتهي خبراؤنا من ضبط الأهداف و تحديد الأولويات ; حتى يبدأ
كلّ ما صمموه في التّقادم
الممثل الثاني : التّقادم , ألا أوضحت لنا أكثر ؟
الممثل الثالت : يعني : كلّ ما يتم تصوّره و التّفكير فيه ; يفقد جدواه بمجرّد ما يشرع في إنجازه
أتدرون لماذا !؟
الممثل الرابع : لا ندري لماذا !؟
الممثل الثالت : لأن الأهداف التي خطّت أهداف جامدة ; لا تساير التّطور السّريع الذي
يشهده العالم كلّ يوم
الممثل الرابع : فهمت قصدك ; فالمرجو من خبرائنا وضع تدابير و خطط دائمة و متحرّكة و شاملة;
و ترسيخ فكرة التّحسين التي لا نهاية لها ; مع وضع حوافز و جوائز للجودة الشّاملة و الكاملة
(ينظمّ إلى الحوار باقي الأطفال و قد تحسّن أسلوب الجميع في حوار هادف)
الممثل الخامس : أتدرون ماهو الخطأ الذي لم يعد مقبولا في عالمنا اليوم ! ؟
الممثل السّادس : لا , أوضح و أوفي المعنى حقّه
الممثل الخامس : إنّه الخطأ في صناعة الإنسان ; و بناء مواطن الغد
الممثل السّابع : على هذا الأساس ; أصبح لزاما علينا التّخلي نهائيا عن أساليب تفكيرنا
الممثل الثامن : كيف ذلك ؟ هلا أعطيتنا مثالا لنفهم أكثر
الممثل السبع : إنّ أسلوب و طرق تأليف الكتاب المدرسي مثلا ; حكمتها علاقات الزّبونية و الرّبح
المادي و النّظرة الضّيقة ; على حساب مصالح التلاميذ و المدرّسين المعنيين بهذه العملية
الممثل الثامن : إنّ التّأليف بهذه الطّريقة ; أصبح متجاوزا ; و لم تعد له أهمّية في عالم الأقراص والأنترنيت
إنّ ورشة التّعليم ; يجب أن تظلّ ورشة مفتوحة على الجديد و التّصحيح مع إشراك الآباء
في عملية تعليم أبنائهم ; و فتح مناخ جديد لعلاقتهم بالمدرسة
الممثل السدس : ومن دون شك ; فإنّ ذلك سيساعد على حلّ كثير من المشاكل العالقة
المجدوب : ولد النّاس لا توصّيه //// يكبر و يوصل لناسو
( يعيدها مرارا عابرا الخشبة)

أطفال الشوارع ( المشهد الاخير )

المشهد الثالث و الأخير من الفصل الثاني

( تعرف بعض الممثلين على آبائهم و أمّهاتهم)
إنارة خضراء على وجه الرّاوي

الرّاوي : هاأنتم ترون و تسمعون من كانوا بالأمس أطفالا مشردين , يحللون و يناقشون و يقترحون
لأنّهم تعلّموا من مدرسة الحياة مالم نتعلّمه نحن داخل أسوار المدارس , تعلّموا في ظروف
معاكسة , ما لم نتعلّمه نحن في الظّروف الملائمة
أيادي الرّحمة ساعدتهم , فلا تخلو أرض الله من المحسنين , و لطف الله كبير بعباده,
والله في عون العبد , ما دام العبد في عون أخيه
( عناق بعد الفراق و فرحة بعد القرحة)
فمن هؤلاء الأطفال , من وجد أباه أو أمّه , و منهم من وجد فاعل خير أرشده ووجّهه , و منهم
من فتحت له مؤسسات الدّولة الخيرية , التي نرجو أن تعنى بهذه الفئة و أن تحسّن خدماتها
لهم , لعلّها تعوّضهم عما فقدوه من عطف و رعاية
وباب التّوبة مفتوح على الدّوام , لمن أراد ذلك قبل فوات الأوان
( لقاء بين أم و طفلها الضائع)
إنارة خضراء
الأم : أنا أمك الطّيبة ... أنا الحاضرة الغائبة
أنا الجوهرة العجيبة .... كنت يوما سليبة
أحيا حياة كئيبة ... في يدي دوما حقيبة
أمخطئة أم مصيبة .... تلك أكبر مصيبة
يوم تركت الأحبة .... يواجهون الحياة الصّعبة
انا اليوم تائبة .... وللنّداء مستجيبة
الممثل الأول : أنت أمي الحبيبة
بعيدة كنت أم قريبة
فكم عشت معذّبة
يا أمّي يا لبيبة
كوني لربّك أوابة
فهو سريع الإجابة
( في مشهد آخر)
الأم الثانية : طفلي يا فلدة كبدي
أنت اليوم عيدي
لك عطفي و كلّ ودّي
االممثل الثاني : تعودين بعد أن تركتني في مهدي و نسيت بكائي و تنهّدي
آه يا يوم مولدي ليتك كنت بلا غدي
(مقطع من اغنية فريد الأطرش عدت يا يوم مولدي)
الأم الثانية : لا تقل ذاك ولدي فقد أتعبت فؤادي
فأنت حصني و ملاذي وأنت بعد الله سندي
( موسيقى هندية حزينة)
يا ربّي قوّي جلدي .... وكن عوني و مددي
الممثل الثاني : أمّي لا عليك مدّي يديك مدّي
و لطفلك عودي وجودي عليّ جودي
فأنت سرّ وجودي
الممثل الثالث : وفيلم هندي هذا
وأنا ماسوّل علي لا جدّي لا بّا سيدي
( يسمع نداء يفاجئه من الخلف)
الأب : ولدي كنت ضحيّة طيشي و عنادي
الممثل الثلث : من شابه اباه فما ظلم
( يعيدها عدّة مرّات معانقا اباه الذي يشبهه في كل شيئ
( الكلّ يردّد هذا النّشيد)
إنارة كاملة
نشيد : يا فرحتي يا فرحتي ... قد وجدت أسرتي
يا أسرتي يا أسرتي ... أنت قلبي ومهجتي
أنت روحي ومقلتي ... أنت أنت حياتي
أنت أنت بهجتي ... أنت أنت عائلتي
أنقدتني من خلوتي ... و عدت إلى مدرستي
مدرستي يا حلوتي ... أنت أبهى حلّتي
فيك أتقنت لغتي ... مسهما في تعاونيتي
شكرا أستاذي و أستاذتي ... بفضلكم تجاوزت محنتي
حمدا لله حلّت مشكلتي ... وبالسّعادة انتهت مسرحيتي
المجدوب : الّي عاش لا بد يفرح ... وتزول عليه الغبينة
( يعيدها المجدوب عدّة مرّات مرورا على الخشبة)
الرّوي : يجب الّا نتعامل مع هذه الظاهرة بأسلوب تقليدي فالتّنسيق مفقود و اللائحة تكبر
يوما بعد يوم
و الطّفل المتسرّب من البيت أو المدرسة معرّض للإغواء و للانحراف ما لم نسرع في صنع بيئة
تعليمية جيّدة يتوفّر فيها الطّعام و الشّراب و التّرفيه و الرّعاية الطّبية و الاجتماعية و النّفسية
كما يجب احتواء هؤلاء في مراكز خاصة واخضاعهم لاختبارات الذّكاء لتحديد ميولا تهم
و توجيههم إلى ما ينفعهم و ينفع المجتمع
الصّحفية : كما يجب توفير القوى العاملة التي تتعامل معهم و التي يجب أن تكون لها صفات مميّزة
أكثرها الصّبر و المرونة و الدّراية بالعلوم الإنسانية
فالمشكل كبير و  أطفال الشوارع كارثة المستقبل و عددهم ثمانون مليونا في العام
حسب الاحصائيات الموثقة و ما يجعلنا في ثوتر و خوف ما أشارت إليه إحصائيات
أخرى نجد أنّه في كلّ عام تحمل حوالي 15 مليون مراهقة في العالم
إنارة كاملة
الرّاوي : متى يدرك الأهل أبعاد التّربية الحقيقية و ضرورة الالتفاف إلى مراقبة العدو الخفي في بيوتنا
مشيرا إلى التّلفزة و الشّبكة العنكبوتية في خلفية الدّيكور
الله وحده يعلم نرجوه أن يلطف بنا فيما جرت به المقادير
نشيد : موسيقى حزينة
كن أخي طفلا قويّا ... صابرا حرّا أبيا
في طريق الله تمضي ... تهزم الدّنيا فهيا
هذه الدّنيا تدور ... فبكاء و سرور
إن سقطتم اليوم فانهضوا ... والحقوا الصّحب و سيروا
لا تقل آه و آه و آه ... واتّجه صوب الإله
من رجا مولاه يوما ... حقّق المولى رجاه
اصبر الصّبر الجميل ... واحتسب وادع المعين
لا يضيع الأجر كلّا ... عند ربّ العالمين
كن أخي شابّا قويّا ... صابرا حرّا أبيّا
في طريق الله تمضي ... تهزم الدّنيا فهيا
الصّوت : ( نقرات على العود)
يا من في كلّ أرض يجوب
كفاك من الواقع هروب
فقد يغيب العقل ثم يؤوب
ويغرب اللّب ثم يتوب
النّهاية
ديكور الفصل الأول : قطعة قماش غليظ خمسة أمتار على أربعة , يرسم عليها بناء خراب قرب مزبلة وشارع بالجوار
أصوات الرّعد _ و الأغاني المشار إليها _ لوازم الباعة المتجولين _ ألبسة مناسبة حسب كل دور
ديكور الفصل الثاني : يغير الرسم الأول بآخر , رسم عليه جهاز كبيوتر _ وامرأة تحمل حقيبة _ و حافلة _ و أبواب معامل
و مؤسسات _ بالنّسبة للكرسي الذي يجلس عليه المسؤول فهو مشكّل من أربعة ممثلين
وللمخرج كامل الصّلاحية حسب الكلفة المالية