السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد:
مشروعية الدعاء للصحابة رضي الله عنهم وقولنا صلى الله على محمد وعلى اله وصحبه
اولا:
لابد من بيان معنى الصلاة لغة وشرعا:
1 ــ الصلاة لغة : الدعاء ومنه قول الله تعالى :
{
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ }[التوبة : 103]
اي الصلاة عليهم عند موتهم والدعاء لهم وهذا ظاهر جدا.
2 ــ الصلاة شرعا: التعبد لله باقوال وافعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومنتهية بالتسليم .
الان بعد ان علمنا معنى الصلاة في اللغة والشرع ننتقل الان الى مسالة الصحابة فاقول وبالله التوفيق :
الصحابة مصدر من الاصحاب ومفرده صحابي وهو:
من اجتمع بالنبي صلى الله عليه واله وسلم مؤمنا به ومات على ذلك .
احترازات التعريف :
من اجتمع : من بمعنى الذي اي الذي اجتمع والذي اجتمع خرج به من لم يجتمع اذن لابد من الاجتماع .
بالنبي صلى الله عليه واله وسلم : اي ان هذا الاجتماع الذي تكلمنا عنه يكون
بالنبي صلى الله عليه واله وسلم فاحترزنا هنا عن غير النبي صلى الله عليه
واله وسلم .
مؤمنا به : اي يكون حال من اجتمع بالنبي صلى الله عليه واله وسلم على
الايمان وهذا احتراز عن الكفر فخرج بذلك من اجتمع بالنبي صلى الله عليه
واله وسلم وحاله الكفر حتى لو امن بعد اجتماعه بالنبي صلى الله عليه واله
وسلم فلا يعتبر صحابي .
ومات على ذلك: الواو ظاهرة جدا من لزوم تحقق ما قبلها وما بعدها فان سقط ما
قبلها هو الايمان عند الاجتماع انعدمت الصحبة وان ثبت الايمان ينظر الى ما
بعد الواو وهو الموت على ذلك الايمان ولا بد وهذا احتراز عن من اجتمع
بالنبي صلى الله عليه واله وسلم وامن به اثناء اجتماعه به ثم مات على الكفر
والعياذ بالله فهذا لا يعد صحابي .
ثانيا:
بيان منزلة الصحابة رضي الله عنهم :
قال تعالى:
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ
عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا
فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً
قَرِيباً }[الفتح : 18]
لاحظوا ايها القارئ الكريم قول الله تعالى:
(( فـــــعـــــلـــم مـــــا فــي قـــلـــوبـــهـــم )))
اي ان الله علم وعلمه سبحانه كما وصف هو نفسه بانه يعلم ما كان وما يكون
وما لم يكن لو كان كيف يكون فهذا علمه عز و جل بعد ذلك قال (( ما )) اي
الذي والذي اسم موصول يفيد العموم ، طيب علم ماذا بالضبط ؟
علم كل شيء في قلوبهم ولاتنسَ ايها القارئ ان الجمع عائد على الصحابة الذين
بايعوا تحت الشجرة وعلى راسهم الخلفاء الاربعة رضي الله عنهم ، فعندما علم
منهم هذا كان الجزاء بعده بماذا يا ترى ؟!!
فانزل السكينة فقط ؟ !!
لا
وانما اثابهم فتحا قريبا فرضي الله عنهم وارضاهم .
وقال تعالى:
{ وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم
بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[التوبة : 100]
لاحظ هنا ايضا ان الله عز و جل بين انه رضي عن المهاجرين والانصار ولاحظ
انه جاء بالماضي (( رضي )) لبيان امرا مهما منه سبحانه وهو تحقق الرضا
الابدي بحيث لن يغضب عليهم بعدها فكان الرضا لكن يا ترى هل فقط الرضا ؟!!
لنرى
لا واللهِ لم يكن رضاه فقط وانما كان بعده انهم رضوا ............... الله
اكبر ..........الله اكبر فقط هو رضي عنهم وهم رضوا عنه ؟!!!!!!!!!!!!!!
لا واللهِ لم هذا فقط وانما اعد لهم ــ اي للسابقين الاولين من المهاجرين
والانصار ــ جنات تجري تحتها الانهار وانهم على الخلود فيها ..........الله
اكبر . ووصف الله بعد كل ذلك هذا بانه
الفوز العظيم فرضي الله عنهم .
قال تعالى:
{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء
بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ
وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ
أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً
عَظِيماً } [الفتح : 29]
اقول لاحظوا معي جيدا الاتي:
قوله تعالى:
{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ... }
الذين
من الفاظ العموم اي لايتغيب عنهم اي احد وفيها بيان ان (( من )) التي
ستاتي اخر الاية ليست تبعيضية والا فما فائدة الذين هنا ؟!!.
قوله تعالى:
{ ....أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ... }
اي ان من مع الرسول صلى الله عليه واله وسلم ( الصحابة ) لهم صفات منها:
1 ــ الشدة على الكفار .
فقط ؟ قطعا لا وانما
2 ــ الرحمة فيما بينهم .
فرضي الله عنهم وارضاهم .
لم يتوقف ثناء الله عز وجل وانما بين ايضا انه ذكر لهم مثال في التوراة وهو:
قوله تعالى:
{ ...تَرَاهُمْ رُكَّعاً
سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
... }
الله اكبر انهم الصحابة رضي الله عنه حالهم انهم:
ركعا
فقط ؟!!
لا واللهِ وانما
سجدا
فقط ؟!!
لا واللهِ وانما حالهم وهم على الركوع والسجود انهم بذلك يبتغون فضل الله
ورضوانه واثار السجود على وجوههم هذا مثل اصحاب النبي صلى الله عليه واله
وسلم في التوراة فرضي الله عنهم .
طيب الان نلاحظ ان الله ذكر بعض خصالهم تقريرا ثم بين مثلهم في التوراة اما مثلهم في الانجيل فقال عز من قائل:
{
...وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ
بِهِمُ الْكُفَّارَ ... }
الله اكبر انهم الصحابة وهذا مثال من الذي ضرب هذا المثال؟!!
الله
شبه من ؟!!
شبه الصحابة
شبههم بماذا ؟!!
شبههم بـــ:
زرع نبت ساقه وله فروع ثم ازدادت الفروع وازدادت وزيادة الفروع من شانها
تقوية الزرع نفسه فان سالت عن الزرع فهو قوي وان سالت عن منظره فابشر بوصف
الله بانه استوى واستوائه قائما شامخا يعجب الزراع وانعم النظر ايها القارئ
ان الله بين ان الذي يعجب بهذا الزرع هم الزراع اي من لهم خبرة بالزرع
فتخيل خبير يصف شيئا لك بانه قد اعجب به وانت تريد وتبحث عن راي معتبر في
هذا الشيء فهل هذا الشيء يستحق العجب ؟!! نعم واللهِ يستحق كيف لا ؟!!!
واللهُ نصَ عليه في مقام المدح ، ثم ياتيكم الله عز و جل بضابط يضبط
المسالة وهذا الضابط غاب عن الكثير منهم وهو:
ان هذا المثال كله على بيانه الماضي من شدتهم كالزرع القائم الشامخ الجميل
لامر مهم ما هو يا ترى ؟!! انه لاغاظة الكفار !! ايعقل هذا ؟!! نعم والله
فقد قال تعالى:
{ ... لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ... }
اللهُ يغيظُ الكفارَ بمن يا ايها القراااااااء ؟!!
يغيظُ اللهُ الكفارَ بالصحابة
الله اكبر
فاحرص يا عبد الله الا تكون ممن يغتاظ بذكر الصحابة لان الله بين ان الذي يغتاظ من الصحابة انما هم الكفار ..........فتامل!!
بعد ان مثل الله لهم في التوراة والانجيل جاء بيانهم في القران فقال عز من قائل:
قال تعالى :
{ ...وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }[الفتح : 29]
لاحظوا معي وعد الله لهم:
وعدَ اللهُ من ؟!!
وعدَ اللهُ الذين ( الذين من الاسماء التي تفيد العموم ) امنوا وعملوا الصالحات
طيب من هم وكيف نعرفهم ؟!!
بين الله انهم جنس الصحابة رضي الله عنهم لانه بينهم فــ (( من )) هنا بيانية جنسية وليست تبعيضية
ومما يبين انها ليست تبعيضية ما يلي:
1 ــ من التبعيضية بامكانك ان تجعل عوضا عنها كلمة ( بعض ) ولن يخل المعنى او تلاحظ فيه اي ركاكة وهنا لايمكنك ذلك.
2 ــ كيف تكون تبعيضة وفي بداية الاية قال تعالى:
{
... والذين معه ..........مثلهم في التوارة ومثلهم في الانجيل
..............ليغيظ بهم الكفار ..............وعد الله الذين ...... الاية
}
كل هذه الالفاظ التي تفيد العموم والجمع يبعضها الله في اخر الاية ؟!! سبحانك ربي.
3 ــ لو كانت تبعيضية سيكون المعنى كالاتي:
ان من كانوا اشداء على الكفار + رحماء بين المؤمنين لهم وعليهم + مدحهم في
التوراة + مدحهم في الانجيل + اغاظتهم للكفار + ايمانهم + عملهم الصالح =
ليس كلهم وانما بعضهم وعدهم الله المغفرة و الاجر العظيم .
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا يستقيم المعنى ابدا وانما الصواب:
ان من كانوا اشداء على الكفار + رحماء بين المؤمنين لهم وعليهم + مدحهم في
التوراة + مدحهم في الانجيل + اغاظتهم للكفار + ايمانهم + عملهم الصالح =
وعدهم الله المغفرة و الاجر العظيم .
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
انهم الصحابة رضي الله عنهم.
ثالثا:
مدح الرسول صلى الله عليه واله وسلم لهم بل وحثه بالتمسك بهم فلله درهم رضي الله عنهم اترككم الان مع الاحاديث:
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
[ لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه . ] متفق عليه
ومن حديث ابي بردة عن ابيه قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء فقال:
[ النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبن النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة
لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب
أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ] رواه مسلم في صحيحه
قال صلى الله عليه واله وسلم :
[ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ] رواه البخاري في صحيحه
هذا بعض ما جاء في حقهم رضي الله عنهم .
رابعا:
هؤلاء هم الصحابة رضي الله عنه الذي حملوا الدين وحملوا القران ووصلنا بهم ومنهم رضي الله عنهم افلا نكافئهم ولو بدعاء ؟!!
ولاحظ معي قول الله تعالى:
{
لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ
وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً
وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }[الحشر : 8]
لسنا من الفقراء المهاجرين الذين شهد الله لهم بالصدق.
وقال تعالى:
{ وَالَّذِينَ
تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ
هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا
أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[الحشر : 9]
ولسنا من الانصار الذين تبوؤا الدار والايمان الذين يحبون من هاجر اليهم الذين وصفهم الله بالمفلحين .
وقال تعالى:
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا
مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً
لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }[الحشر : 10]
هل نحن ممن جاء من بعد المهاجرين والانصار ؟!!
نعم واللهِ
اتراهم اخواننا ؟!!
نعم واللهِ
فما لنا لا نطبق قول الله فيهم اذ قال عز من قائل:
{
... يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً
لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }[الحشر : 10]
مالنا يا اخوان ؟!!!!!!!!!!!!!!
سمعا وطاعة يا الله
اللهم اغفر لهم وارحمهم وارفع درجاتهم وصلِ عليهم وارزقنا تمسكهم بدينك
واحشرنا معهم انك ولي ذلك والقادر عليه ، فالصلاة من الله الثناء ومن
الملائكة ومنا الدعاء .هذا ما عندي والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله على
محمد وعلى اله وصحبه ومن تعبد.