مغربية وأفتخر
| موضوع: افتراضي أسلوب التعجب الأربعاء 06 يناير 2010, 14:56 | |
| تصادفُ الإنسانَ في الحياةِ مواقفُ ومشاهداتٌ تُثيرُ مشاعِرَ الدَّهْشَةِ والاستغرابِ لَدْيْهِ ، وذلك بسببِ جِدَّة هذه المواقفِ وطرافتِها ، وعدمِ معرفةِ أسرارِها الخَفِيَّةِ ، والتي يُمكنُ أنْ يُعَبَّرَ الناسُ عنها ، بقولهم : هذا أمرٌ غريبٌ أو عجيبٌ أو مثيرٌ للدهشةِ ، أو بما يشابِهُ هذهِ الأقوال من تعابيرِ الاستغرابِ . ويُعَرِّفُ النحويون التعجبَ بأنهُ : شعورٌ داخليٌّ تَنْفَعِلُ به النَفْسُ ، حينَ تَسْتَعْظِمُ أمراً ظاهرَ التّميُّزِ – سلباً وإيجاباً – ولا تَعْرِفُ سَبَبَهُ . وللتعبيرِ عن التعجبِ في اللغةِ تعابيرُ وألفاظٌ كثيرةٌ ، تُفْهَمُ من خلالِ دلالةِ الكلامِ ، ومن خلالِ المواقِف التي تُستَخْدَمُ فيها ، إلا أنها لا تَخضعُ لمعاييرَ مُوحّدَةٍ تَنْطَبقُ عليها ، أو على أَغْلَبِها ، لكنّ دلالتها على التعجبِ تُفْهَمُ من خلالِ قَصْدِ المُتَكلمِ ومن خلالِ قرائنَ – أدلةٍ – تُفْهَمُ من الموقفِ المُحدّدِ ، ومع أنَّ هذه التعابيرَ، تدلُ على التعجبِّ في بعضِ الاستعمالاتِ اللغويةِ ، إلا أنّها لا تتخصَصُ في الدلالةِ على التعجبِ وحدَهُ ، لأنّها تَنْصَرِفُ إلى الدلالةِ على معانٍ أخرى غيرِهِ ، فدلالتُها على التعجبِ آنيةٌ وغيرُ قياسيةٍ . أمّا ما يُستَعمَلُ للدلالةِ على التعجبِ القياسيِّ المقصودِ ، فقد وُجِدَتْ لهُ صيغتان في اللغة ، الأولى : (ما أَفْعَلَ)، والثانية: (أفْعِلَ بـِ) ، حيثُ تقاسان في جميعِ الاستعمالاتِ الدالةِ على التعجبِ في الكلامِ العربيِّ ، وتختصان بالدلالةِ على التعجبِ ، في كلِّ المواقفِ التي تَرادانِ فيها أثناءَ الاستعمالِ اللغويِّ
عندَ بناءِ أسلوبِ التعجبِ باستعمالِ هذهِ الصيغةِ ، من أَمرٍ إيجابيٍّ : سعةِ شوارعِ المدينةِ ، ومن أمرٍ سلبيٍّ : قِلَّةِ المرافقِ الصحيةِ فيها . فإننا نَتبِعُ الخطواتِ التاليةَ : أ- الإتيان بـِ (ما) الدالة على التعجبِ ، والتي تُسمى ما التعجبيةَ . ونضعُها في بدايةِ الجملة . ب- يؤتى بعدها بفعلِ ماضٍ ثلاثيٍّ على وزن أَفْعَلَ ، مناسبٍ للموقفِ الذي يُرادُ التعجبُ منه ، ويُسمى فعلَ التعجبِ ، ويكونُ فاعِلُهُ مستتراً فيه جـ- نأتي بعد فعلِ التعجبِ ، باسمٍ منصوبٍ ، على أنه مفعولٌ به للفعلِ السابقِ ، وهو المتَعَجَّبُ منه . فتصيرُ صيغةُ التعجبِ وِفْقَ هذه المعطياتِ من الجملةِ الأولى والثانية: ما أوسعَ شوارعَ المدينةِ . ما أقلَّ المرافقَ الصحيةَ فيها وسيتضحُ من خلالِ إعرابِ الجملتين أن معناهما = شيءٌ جَعَلَ الشوارعَ واسعةً وشيءٌ جَعَلَ المرافقَ قليلةً .
عند التعجبِ من الأمرين السابقين ، باستعمالِ صيغةِ (أفعل بـِ) : أ- نأتي بفعل ثلاثي ، يدلُّ على المعنى الذي يُرادُ التعجبُ منه على وزن أَفْعِلْ . ب- نأتي بعد الفعلِ ، بباء الجرِّ الزائدةِ : فتصيرُ الجملة : أَوْسِعْ بشوارعِ المدينةِ = أوسعْ بها . أقْلِلْ بالمرافقِ الصحيةِ فيها = أقللْ بها . وسيتضح من إعرابِ الجملتين أن معناهما = اتسعت شوارعُ المدينةِ . قَلّتْ المرافقُ الصحيةُ فيها ما يُشْتَرَطُ في الفعلِ ، لتُبنى منه صيغتا التعجبِ : يُشْتَرَطُ في الفعلِ الذي تُبنى منه صيغتا التعجبِ ما يلي :
أمّا إذا كانَ الفعلُ زائداً على ثلاثةِ حروفٍ مثل : انتصر ، أو كانَ الوصْفُ منه على صيغةِ أْفعل الذي مؤنثهُ فعلاء مثل: أحور : حوراء . فإننا نأتي بفعل مستوفى الشروطِ ، يناسبُ ما نُريد التعجبَ منه ، مثل : أقوى وأضعف أو أحسن وأقبح ، أو أكبر وأصغر ، أو ما في هذه المعاني ، مسبوقةً بما التعجبية ، ثم نأتي بمصدر الفعل الزائد على ثلاثةِ حروفٍ ، أو الذي على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء ، ونَضَعُهُ بعد الفعل الذي جئنا به ، وننصبُ المصدرَ بعد ما أفعل ، وَنَجُرُّهُ بالباء ، بعد (أفعل به) . فنقول : ما أجْمَلَ انتصارَ الحقِّ . أَجْمَلْ بانتصارِ الحقِ . ما أَجْمَلَ حَوَرَ العينِ . أَجْمَلْ بَحَوَرِ العينِ . أما إذا كان الفعلُ منفياً ، مثل ما فاز ، فَيُتَعَجَّبُ منهُ بطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ ، عن طريقِ الإتيانِ ، بفعلٍ مستوفي الشروطِ، مناسبٍ لمرادنا ، بالطريقةِ السابقةِ ، مسبوقاً بما التعجبيةِ ، ونضعُ بعدهما الفعلَ المنفيَّ مسبوقاً بأنْ المصدريّةِ
نقول : ما أَحْسَنَ ألا يفوزَ غيرُ الجديرِ بالفوزِ . أحْسِنْ بألا يفوزُ غيرَ الجديرِ بالفوزِ . - وإذا كان الفعل مجهولَ الفاعلِ ، مثل (كُشِفَ) أخذنا صيغةَ التعجبِ من فعل مناسب – كما ذُكر – ووضعنا بعد الصيغةِ الفعلَ المجهولَ فاعِلُهُ ، مسبوقاً بـِ (ما المصدرية) . إذ عند التعجب بطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ من كُشِفَ السِّرِ ، نقول : ما أَسْرَعَ ما كُشِفَ السِّرُ ، أَسْرِعْ بما كُشِفَ السِّرُ . - وإن كانَ الفعلُ ناقصاً – غيرُ تامٍ – مثل (كان) ، فإننا نَضَعُ مصْدَرَهُ بَعْدَ صيغةِ التعجبِ ، التي نأخُذُها من فعلٍ آخر استوفى الشروطَ ، نقول ما أَكْثَرَ كونَ الباطلِ زهوقاً . أكْثِرْ بكونِ الباطلِ زهوقاً .
ما أَوْسِعْ شوارعِ المدينةِ ما : اسم مبني على السكون (بمعنى شيء) في محل رفع مبتدأ . أوسع : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، فاعله مستتر يعود إلى (ما) . شوارع : مفعول به منصوب . المدينة : مضاف إليه مجرور ، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل رفع خبر المبتدأ . ما أقلَّ المرافقَ الصحيةَ فيها ما : اسم مبني على السكون ، بمعنى شيء في محل رفع مبتدأ . أقل : فعل ماض مبني على الفتح ، فاعله مستتر فيه المرافق : مفعول به منصوب . الصحية : صفة منصوبة والجملة في محل رفع خبر . فيها : جار ومجرور متعلقان بـ أقل . أَوْسِعْ بشوارعِ المدينةِ أوسع : فعل ماضٍ جاء على صورة الأمر = اتسع . بـ : حرف جر زائد . شوارع : اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً ، على أنه فاعل اتسع أقْلِلْ بالمرافقِ الصحيةِ فيها اقلل : فعل ماضٍ جاء على صورة الأمر = قلت . بالمرافق : مجرور لفظاً ، مرفوع محلاً ، فاعل قلت . الصحية : صفة لمرفوع ما أجْمَلَ انتصارَ الحقِّ ما : اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أجمل : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، فاعله مستتر فيه . انتصار : مفعول به منصوب ، والأجْمِلْ بِحَوَرِ العينِ أجمل : فعل ماضٍ أتى على صورة الأمر : جمل . بحور : اسم مجرور لفظاً ، مرفوع محلاً ، فاعل أجمل ، وهو مضاف . العين : مضاف إليه مجرور جملة في محل رفع خبر المبتدأ
ما أَحْسَنَ ألا يفوزَ غيرُ الجديرِ بالفوزِ ما : اسم مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ . أحسن : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، فاعله مستتر فيه أن : حرف مصدري مبني على الفتح ، لا : حرف نفي . يفوز : فعل مضارع منصوب ، والمصدر المؤول (عدم فوز) منصوب على أنه مفعول به غير : فاعل مرفوع ، وهو مضاف . الجدير : مضاف إليه ما أَسْرَعَ ما كُشِفَ السِّرُ ما : اسم مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ . أسرع : فعل ماضٍ ، مبني على الفتح ، فاعله مستتر فيه ما : حرف مصدري مبني على السكون ، لا محل له . كشف : فعل ماضٍ مجهول فاعله ، والمصدر المؤول من ما نائب الفاعل والفعل تقعان مفعولاً به ما أَكْثَرَ كونَ الباطلِ زهوقاً ما : اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أكثر : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه . كون : مفعول به منصوب الباطل : مضاف إليه مجرور ، على أنه اسم (كون) . زهوقاً : خبر (كون) منصوب 1- صيغة ما أَفْعَلَ
2- صيغة أفعل بـِ 1- أن يكونَ فعلاً ماضياً . 2- أن يكونَ فعلاً ثلاثياً . 3- أن يكونَ فعلاً مُتَصَرِّفاً ، فلا يصاغان من الأفعالِ الجامدةِ مثل : لَيْسَ ، عسى ، نِعْمَ وبِئْسَ . 4- أن يكونَ معناه قابلاً للتفاوت ، فلا يُصاغان من : مات ، عمي ، غرق ، لعدم دلالتها على التفاوتِ . 5- أن يكون الفعلُ معلوماً ، غيرَ مجهولِ الفاعلِ . على الرغم من أنه ورد في التعجب أفعالٍ مجهولة الفاعلِ ، مثل: زُهي ، وما أزهى الطاووس ، فلا يُقاس عليه . 6- أن يكون فعلاً تاماً ، غير ناقصٍ ، فلا يصاغان مباشرةً من كانَ وأخواتها . 7- أن يكون فعلاً مُثْبَتاً ، غيرَ منفيٍّ . 8- ألا تكون الصفةُ منه على وزنِ أفعلْ الذي مؤنثه فعلاء مثل : أحور - حوراء ، أخضر - خضراء .
| |
|
صدى الصمت
| موضوع: رد: افتراضي أسلوب التعجب الخميس 07 يناير 2010, 15:22 | |
| | |
|
sawssan
| موضوع: رد: افتراضي أسلوب التعجب الإثنين 11 يناير 2010, 11:41 | |
| متميز جدا جزاك الله عنا خير الجزاء | |
|
salwa فارس لوحات
مسآهمـآتي? : 13582 عمري? : 44 دولت? : المغرب أوسمة التميز : أوسمة الاستحقاق : أوسمة المسابقات : تاريخ التسجيل : 16/01/2007
حوافز لوحات نقاط التميز: 4504 الاوسمة: 6
| موضوع: رد: افتراضي أسلوب التعجب الإثنين 18 يناير 2010, 13:38 | |
| يعطيك العافية اختي درس ولا أروع دمت بخير | |
|
فاعلة خير
| موضوع: رد: افتراضي أسلوب التعجب الإثنين 25 يناير 2010, 12:46 | |
| | |
|