يتميز المغرب بمناخ معتدل على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط و ترتفع درجة الحرارة
في المناطق الداخلية في فصل الصيف بينما تشتد البرودة في فصل الشتاء . و في
المرتفعات تنخفض درجة الحرارة أحيانا إلى أريد من 10 تحت الصفر و تغطي الثلوج قمم
الجبال معظم فترات السنة . تسقط الأمطار بصفة أساسية في فصل الشتاء و تشتد غزارة في
المناطق الشمالية الغربية و تخف غزارتها في المناطق الشرقية و
الجنوبية.
تضاريسيا ينقسم المغرب الى خمسة أقاليم
رئيسية
الأراضي الساحلية المنخفضة
و تقع على امتداد ساحل البحر الأبيض
المتوسط و المحيط الأطلسي و ترتفع بالتدريج من الساحل الأطلسي مكونة هضبة تمتد
باتجاه الجبال و تتعدد الأنهار الضحلة في هذه المناطق.
سلسلة جبال
الأطلس
و تنقسم الجبال في المغرب الى سلسلتين : الأولى ساحلية بجوار ساحل البحر
الأبيض المتوسط و تعرف باسم جبال الريف. و الثانية الى الداخل قليلا و تعرف باسم
جبال الأطلس و تنقسم الأخيرة الى ثلاث سلاسل متميزة هي: الأطلس الكبير و الأطلس
المتوسط و الأطلس الصغير أو الأطلس الصحراوي و تقطع هذه الجبال أودية عميقة
خصبة.
و تقع جبال الريف شمال المغرب و تمتد بمحاداة ساحل البحر
الأبيض المتوسط على شكل قوس واسع من مضيق جبل طارق حتى نهر ملوية و يبلغ 2456 مترا
في الوسط و 1800 متر في الشرق ثم تضيق في الغرب قبل أن تنحدر طبقاتها نحو البحر و
يعتقد أن هذه السلسلة جزء من جبال سيرانيفادا في اسبانيا و أنهما كانتا ملتصقتين
قبل أن يتكون مضيق جبل طارق و الساحل بجوار هذه الجبال صخريا مرتفعا و كثير
الرؤوس.
أما جبال الأطلس الداخلية فانها تخترق وسط المغرب من الجنوب
الغربي الى الشمال الشرقي و تنقسم الى.
الأطلس الكبير
و هو
عبارة عن سلاسل شامخة تمتد من أكادير على المحيط الأطلسي في اتجاه الشمال الشرقي و
أعلى قممها جبل توبقال 4165 م ويقع جنوب مدينة مراكش و هي أعلى قمة جبلية في الوطن
العربي و تنقسم هذه السلسلة بدورها الى كتلتين منفصلتين عن بعضها بواسطة ممر تلوين
و الكتلة الغربية أكثر ارتفاعا من الشرقية.
الأطلس
المتوسط
يوجد في شمال الأطلس الكبير حيث يفصلهما وادي سهل ملوية و أشهر
جبالها جبل بويبلان 3190 مترا فوق مستوى سطح البحر و جبل بوناصر 3326 مترا و تكثر
بها البحيرات الجبلية و الشلالات و تمتد على شكل قوس من الشمال الشرقي الى الجنوب
الغربي و تقترب من سلسلة جبال الريف شرقا بحيث يفصلهما ممر تارة. كما تتصل بجبال
الأطلس الكبير من الجنوب و تعد هذه الجبال بمثابة خزان مياه بالنسبة للمغرب حيث
تنبع منها كل الأنهار المهمة في البلاد
الأطلس الصغير أو الأطلس
الصحراوي
و تمتد جنوب الأطلس الكبير و تشرف بسفوحها على سهل وادي درعة و
بسفوحها الغربية على سهل وادي سوس و أعلى قممها جبل سيروا 3304 متر كما تتميز
سفوحها الغربية بأنها مغطاة بالحشائش و الغابات أما الجنوبية فهي شبه جرداء.
السهول
تقع بين جبال الأطلس بأقسامه المختلفة و هي سهول مرتفعة ذات تربة
خصبة مثل سهل الحوز و تادلة و سايس و الشاوية و دكالة و عبدة ..كما تحف بالساحل
الأطلسي بعض السهول الفيضية الخصبة، يفصل بين بعضها البعض منطقة سبخات و مستنقعات.
الصحراء
تقع الى الشرق و الجنوب من جبال الأطلس و هو اقليم جاف أجرد
يغطيه الحصى و الرمال و الفتات الصخرية و الواحات المتناثرة.
الأنهار
في
المغرب شبكة نهرية مهمة حيث يعد المغرب من أغنى الدول العربية من حيث المياه و
تتكون هذه الشبكة من الروافد المائية الجبلية التي تنحدر من المحيط الأطلسي و البحر
الأبيض المتوسط و تنبع من جبال الأطلس المتوسط بصفة عامة وتنحدر أنهار المغرب جميعا
نحو المحيط الأطلسي عدا نهر ملوية الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط و نهر درعة
الذي يصب في الصحراء و تفيض أنهار المغرب في فصل الشتاء و في مطلع الربيع و من أهم
الأنهار في المغرب نهر سبو و نهر أم الربيع أفضل أنهار المغرب جريانا ثم نهر
أبورقراق و نهر درعة و نهر سوس و نهر ملوية و تتفق أنهار المغرب جميعا في سمة واحدة
هي انها أنهار سلسلية متدفقة الجريان .أما سيول الريف فتفيض في أشهر الخريف كما
تفيض في الربيع بعد أن تذوب الثلوج في الجبال.
البيــئة
انخرط المغرب في
أكثر من 60 اتفاقية دولية وعيا منه بالمخاطر البيئية على كوكبنا وذلك من أجل البحث
على الحلول الكفيــلة الضـامنة لبيـــئة سلــيمة. آخذا بعين الاعتبار الوضع الهش
للمغرب أمام ظاهرة التغيرات المناخية سواء على مخزوناته المائية، تربته، شواطئه
أومخزونه السمكي، فباحتضانه الإجتماع السابع للأطراف "كوب7" يبرهن على تضامنه مع
المجتمع الدولي اتجاه التقلبات المناخية وذلك عملا بمبدأ: مسؤولية مشتركة بين كل
الدول، لكن متباينة.هذا التضامن كان حاضرا عبر كل القمم من ريو إلى ريو+5 التي قاد
وفدها العاهل المغربي الحالي محمد السادس، آن ذاك وليا للعهد، وكذا الحضور المكثف
للمغرب في كل الإجتماعات المخصصة للمحافظة على البيئة والتنمية
المستدامة.
ان المغرب جزء من قارة إفريقيا التي تعد أكثر القارات
هشاشه من جراء التغيرات المناخية: يجمع الخبراءْ على هشاشة دولها من حيث تقليص
وتلويث المياه، زحف التصحر، اندثار الغطاء الغابوي، فيضانات وظهور أوبئة فتاكة. هذه
العوامل، بالنظر إلى الإمكانات المادية المتوفرة، يصعب التأقلم معها وبالتالي تهدد
القارة باندثارها.
و من بين الاتفاقيات التي وقع عليها المغرب
اتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية و ذلك أثناء انعقاد مؤتمر قمة
الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية بريو دي جانيرو (البرازيل في يونيو 1992) وصادق
عليها في دجنبر 1995.وتحدد المادة الرابعة من هذه الاتفاقية التزامات الدول الموقعة
في 10 فقرات، كل واحدة تهم أنشطة محددة مرتبطة بالتغيرات المناخية إن التنمية
بالمغرب تبقى رهينة بالظروف المناخية وبالموارد المائية وذلك بحكم الموقع الجغرافي
الذي يتميز به، (والذي يضم مناطق جافة وشبه جافة)، وبحكم اختياراته السياسية (إعطاء
الأولية لتنمية القطاع الفلاحي).
غير أن نتائج الدراسات الحديثة تدق
ناقوس الخطر حول التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية ونتائجها الوخيمة من ارتفاع
درجاتالحرارة (+4 درجات مئوية خلال سنة 2100)، وتقلب نظام التساقطات، واتساع
المناطق الجافة، وتزايد وثيرة وحدة الجفاف، وارتفاع مستوى البحر، مهددا بذلك
المناطق الساحلية التي تضم أكثر من ثلث السكان وأكثر من نصف النشاط الاقتصادي
الوطني، وأيضا اتساع وتفاقم التصحر ، ثم تقلص الاحتياطات المائية (حاليا تصل إلى
أقل من 1000 متر مكعب سنويا لكل فرد) وأخيرا تدهور جودة هذه الموارد المائية
(التلوث والملوحة).
وتشكل كل هذه النتائج خطرا على الإنتاج الفلاحي
وأيضا على مصادر العيش وعلى صحة السكان في مجموعة من المناطق المهددة، وفي مرحلة
لاحقة تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.ويعود السبب في هذه النتائج
الوخيمة على البلاد وعلى المنطقة برمتها إلى تضاعف النسبة الحالية لتواجد غاز ثاني
أكسيد الكربون في الجو في أفق سنة 2100 حسب التقرير الثالث لخبراء
المناخ.
ما هو حجم مسؤولية المغرب في هذه الوضعية المحتملة ؟يمكن
القول أنها جد ضعيفة بالمقارنة مع مسؤولية الدول المتقدمة، وبالرغم من ذلك فإن
المغرب ملتزم بمسلسل الحد من تفاقم إنبعاثات الغازات الدفيئة (بالخصوص السياسة
الطاقية والإجراءات المتخذة للحد من التلوث ).إن المغرب سيفي بالتزاماته اتجاه
المنظومة الدولية، لكنه مع ذلك يثير انتباهها إلى كونه يوجد ضمن الدول الأكثر
تهديدا والتي ستعاني أكثر من عواقب التغييرات المناخية التي أصبحت محتملة أكثر
فأكثر