ليس تمرداً على الرجال ولكن تغييراً للأفكار
عوانس من أجل التغيير وأرامل ومطلقات سعداء
من لم يسعدها زمانها وتنال لقب "حرم فلان" ، أو تفقد اللقب لأي سبب من الأسباب، تعاني الأمرين من غمز ولمز، وأحاديث جانبية، بالإضافة إلى نظرات الشفقة، حتى وإن كانت مؤمنة بأن الحياة لا تتوقف عند أقدام رجل لم يأتِ أو رحل بنذالة، او فارق الحياة رغماً عنه .
بدموع جافة بسبب قسوة الظروف، تنهدت آمال 35 عاماً ، وقالت : "لم أعد أحتمل نظرات الشفقة والسخرية ، لم أعد أحتمل سخافة الرجال وتلميحاتهم الجنسية التي تصل كثيراً إلى حد التصريح ، فقد قال لي أحدهم " يجب أن تُقضى حاجتك، وأنا خير من يقضيها إليكِ، ألا تعانين من برودة الشتاء في حر الصيف؟" لقد سئمت النظرات الموجهة للعانس، وكأن الرجل هو ضمان غدر الزمان ، ولكن كيف تأمن النساء غدر الرجال أنفسهم؟"
أما إيناس 25 عاماً فترفض الزواج من أي شخص والسلام ، فهي تفضل "قعدة الخزانة ولا جوزاة الندامة" ، وتقول : "أفضل عانس على مطلقة ، فأنا لن أحتمل أن أعيش في تعاسة مع رجل من أجل نيل اللقب السامي، إذا كان المجتمع يرفض أن يتفهم ذلك ، فأنا لا أبالي بنظرات الآخرين حتى ولو كانت جارحة"
عوانس من أجل التغيير
عوانس ولكن سعداء
ولأن المجتمع غالباً ما يسخط على المرأة الوحيدة ، ويفضل دائماً ظل الرجل على ظل الحائط حتى ولو كان ظل أعوج، أسست يمنى مختار 27 عاماً ، حركة اجتماعية تحت اسم "عوانس من أجل التغيير" ، تهدف إلى تغيير النظرة السلبية الموجهة إلى كل عانس، والتي تجعلها أمام أمرين إما الزواج بأي شخص للتخلص من هذا اللقب الجاثم على أنفاسها، أو الثبات على موقفها في انتظار الشخص المناسب لها ولتتحمل وقتها كل اللعنات التي سيقذفها المجتمع بها.
وتقول يمنى : "لا نسعى إلى معاداة الرجال بأي شكل من الأشكال ، بل نرى أن انضمامهم للحركة يساند محاولات تغيير هذه النظرة السلبية في محاولة لإقناعهم بكف أيديهم عن الفتاة التي تأخر زواجها، فكفانا معايرة للفتاة التي تأخر زواجها، فنحن ندعوها للاختباء للتخلص من أسئلة المتطفلين والفضوليين ونخسر بذلك قوة يمكن أن تكون أكثر فاعلية في المجتمع".
وتضيف : في ذات الوقت لا ندعو الفتيات إلى الامتناع عن الزواج ولكن نرفض أن تتزوج أي فتاة تحت ضغط الأسرة أو المجتمع أو لمجرد التخلص من لقب عانس لتعود إلى أهلها مرة أخرى وهى تحمل لقب آخر "مطلقة ، ورغم قسوة لقب عانس، إلا أنه جزء من قاموس اللغة وتعنى الفتاة التي طال مكوثها في بيت أبيها إلا أنني أتساءل دوماً عن المعيار الذي يتم من خلاله الحكم على الفتاة بتأخر الزواج، فهل يحمل الكتالوج تاريخاً بعينه إذا ما تعدته الفتاة تصبح عانساً؟ أم أنها إنسانة ليس لها كتالوج ولا مدة صلاحية، ويحق لها أن ترسم حياتها كما تشاء دون أن تتعرض لكلمات المجتمع الجارحة؟؟
سيكولوجية المرأة الوحيدة
المرأة الوحيدة تعاني الأمراض
تبقى المرأة الوحيدة لها سيكولوجية خاصة ، سواء كانت عانس ( مع تحفظنا على اللقب) أو أرملة أو حتى مطلقة .
وتؤكد الدراسات الاجتماعية المصرية أن المرأة الوحيدة تعاني العديد من الصعاب في المجتمع بسبب نظراته القاسية لها ، حيث تشير إحدى دراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن عدد النساء الوحيدات ـ من دون أزواج ـ يبلغ عددهن 6 ملايين، ما بين مطلقة ومعلقة وعانس وأرملة، وتمثل الأرامل أكثر من نصف مليون امرأة.
وبسبب الوحدة والمعاناة وتحمل الصعاب، نجد أن نسبة المرض والحوادث تصل إلى %35 مع الأرامل، تليها المطلقات والمنفصلون %25.
ويعلق الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الصحة النفسية بجامعة قناة السويس، على هذا الأمر قائلاً : "الفتاة في المجتمع العربي تربت على أن تكون تحت حماية أحد، يكون مسؤولاً عنها، وغالباً ما يكون الأب، وإذا فقدته كان البديل في صورة الأخ أو العم أو الخال، وحينما تتزوج تستمد شعورها بالاستقرار النفسي والأسري من ملازمتها للزوج، الذي يمثل لها أعمدة البيت وأساسه، وتعيش هي تحت رعايته ومظلته".
ويتفق معه في الرأي الدكتور يسري عبد المحسن، الأستاذ بالقصر العيني، ويقول بحسب مجلة "سيدتي": "الأرملة في عالمنا العربي يختلف أمرها!، فهي ترى الزوج هو العائد والسند لها، وإن فقدته فقدت معه توازنها، وشعرت بفراغ عاطفي، لتصبح بين نارين: نار الرغبة في الزواج من جديد، ونار الخوف على تربية الأبناء ومستقبلهم! ونظرة المجتمع أيضاً!. لهذا تصاب بالقلق والإحباط والاكتئاب لفترة زمنية طويلة، إلى أن تهدأ أو تسلم بواقعها وحياتها الجديدة".
من جانب آخر يرفض الدكتور محمد فكري أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمسي، لقب عانس من الأساس ، مؤكداً ، لشبكة الأخبار العربية "محيط" ، أن المرأة عندما تخرج إلى محيط العمل تختلف نظرتها إلى الأمور وتنجح أسرع وهذا ما يجعلها تتأنى في الاختيار ، مشيراً إلى أن الاستقلالية المادية لها دور كبير في تأخر زواج النساء ، حيث لم يعدن مضطرات للقبول بأي زيجة غير متكافئة بسبب الحاجة المادية .
حلول عملية للتعايش مع الوحدة
تخلصي من سلبيتك وتأثير الآخرين
* كوني أكثر عقلانية، وثقي أنه لم يأتِ نصيبك بعد .
* توقعي نظرات الشفقة والشماتة من الآخرين كلٌ حسب تركيبه النفسي.
* انظري إلى الزيجات غير المتكافئة، والطلاق الناتج عنها، وقتها ستعلمي أنك في نعمة كبيرة .
* لا تتسرعي في رفض المتقدمين للزواج، بل اعطي لنفسك أكثر من فرصة للتفكير في الأمر ، وامنحي نفسك فرصة أكبر للتعرف عليهم .
أما المطلقات والأرامل فتقدم لهن د.عزة كريم ، أستاذ علم الاجتماع مجموعة من النصائح ، أهمها :
* زواجك مرة ثانية ـ إن تمكن ـ عفة لك، وحق أساسي أجازه الشرع، ما دمت في مقتبل العمر، أو بحاجة إلى من يرعى أطفالك. لذلك عليك تجاوز الذين يعتبرون الأرملة التي تتزوج جاحدة، غير وفية لذكرى زوجها، أو غير حريصة على أبنائها.
* ينظر المجتمع للأرملة بكل شفقة، فهي مكسورة الجناح، وبالتوجس والشك للمطلقة. لذلك توقعي أن تسوء بعض علاقات الجوار والصداقة بك إلى حد ما، فكل امرأة تخشى على زوجها منك.
* هناك الأرملة القوية المتماسكة التي تتحمل الصدمات، وتقوم بدور الأم والأب معاً، والأخرى التي تفقد سندها واتزانها فتنهار. فاحرصي ألا تعكسي إحساسك بالفراغ العاطفي والقلق والإحباط على معاملتك للأبناء، باعتبارهم سبباً يحول دون سعادتك!.
* أكثري من العبادات واكتساب المزيد من المعارف والمعلومات يساعد في التغلب على معاناتك النفسية.
* ما دمت اخترت أطفالك، فأحسني رعايتهم، وكوني أكثر حباً وعطفاً وحناناً، وتدقيقاً في أمورهم.
* أنت في عيون أبنائك القدوة، فأحسني التصرف وتفوقي في ما تفعلين، واثبتي كفاءتك، فأنت الأم والأب معاً.
* الأرملة التي تستبدل عاطفة الأمومة بكل المشاعر المفقودة بعد وفاة الزوج، تستطيع تجاوز الأزمة.
* اطردي فكرة قلة الحيلة، وسارعي بالاستقلالية، فمبالغتك في الاعتماد على الآخرين، تجعلهم يسارعون بالابتعاد عنك، فأنت عبء إضافي على أعباء حياتهم الحتمية.
* حياتك لم تنته بوفاة الزوج، فكل لحظة تعيشينها نعمة غالية، من الظلم إهدارها في التألم من واقع لن يتغير.
* أغلقي أبواب الحزن، وافتحي طاقات الرضا، وابتسمي للحياة، ستجدين السعادة والارتياح لك ولأبنائك.