بيداغوجيا الإدماج ورهان الجودة أية آفاق ؟

كثر الحديث في العشرية الأخيرة ؛ تبني الوزارة الوصية عن الشأن التربوي
ببلادنا لبيداغوجيا الإدماج التي تراهن عليها للرفع من شأن فلذات أكبادنا
التي تمشي على الأرض؛ على مستوى القراءة والكتابة والحساب .


هذا الرهان المجتمعي على إصلاح منظومة التربية والتكوين هو رهان موضوعي
ومشروع ؛ فقياس مؤشر تقدم أي مجتمع من المجتمعات ينبني على رهان التربية
والتكوين؛ باعتباره إحدى القاطرات الكبرى لمشاريع التنمية المستدامة من
خلال تكوين الرأسمال البشري؛ الذي يمثل إحدى الدعامات الأساسية لكل نهوض
اقتصادي ورقي اجتماعي؛ وتنمية بشرية. وهذا ما جسدته على أرض الواقع كثير من
التجارب المتميزة في شتى أنحاء المعمور .
في هذا الإطار تبنت وزارة التربية الوطنية .. بيداغوجيا الإدماج لاستنادها
إلى مبدأ إدماج المكتسبات ؛ وهي بذلك تشكل خيارا أثبت نجاعته في عدد من
الأنظمة التربوية؛ وأساسا في مناهج التعليم الابتدائي و الثانوي الإعدادي؛
حيث قدم صيغا إجرائية لمعالجة قضايا الجودة وتكافؤ الفرص والمردودية
الداخلية والخارجية ؛ تم التأكد منها بواسطة عدة دراسات وأبحاث .. يبقى
الإشكال المطروح على مستوى تنزيل هذه البيداغوجية المجتثة من تربة غير
التربة المغربية ؛ حيث الواقع غير الواقع ؛ وحيث الوسائل اللوجيستيكية
المخصصة لتدبير الشأن التربوي؛ والموارد المكوِّنة تفوق بكثير بين الهناك
والهنا ؛ بدليل اعتماد وزارتنا الوصية خمسة أيام لتكوين كم هائل من السيدات
المدرسات والسادة المدرسين؛ بمكونين لم يستوعبوا هم بعد خصائص ومميزات
بيداغوجيا الإدماج. فكيف إذن لفاقد الشيء أن يعطي تصورا مبلورا لماهية
البيداغوجية المتحدث عنها. وهذا سبب من الأسباب الذي جعل الاعتباط لدى أسرة
التدريس سيد الموقف ؛ مما انعكس سلبا على مخرجات التعليم المنتظرة ؛ وجعل
الخطاب لا يوافق الواقع.
تقول كاتبة الدولة في التعليم المدرسي لطيفة العبيدة عن الإدماج ما يلي :
(الإدماج خيار منهجي يجسد الإصلاحات البيداغوجية بطريقة تتسم بالمرونة
والسلاسة والتدرج. فهو لا يدعو إلى إحداث قطيعة مع الممارسات البيداغوجية
السائدة؛ بل يسعى إلى احتضانه وتطويرها و إغنائها.
ا
ونظرا لأن هذا التوجه يعد خيارا استراتيجيا لمأسسة المقاربة بالكفايات
والممارسات البيداغوجية المتصلة بها ’ فقد تم إعداد مخطط متحرك لإرساء
بيداغوجيا الإدماج بشكل تدريجي’ وجعل المقاربة بالكفايات ممارسة فعلية
يومية للمدرسات والمدرسين’ من خلال تمرينهم عليها وتمكينهم من اكتساب
مبادئها والعمل على تنمية مهاراتهم وتحسين أساليبهم البيداغوجية ’ بهدف
التصريف البيداغوجي الأمثل للمناهج التعليمية وفق مدخل المقاربة بالكفايات
.)
وقد أعدت الوزارة المعنية دليلا مرجعيا لبيداغوجيا الإدماج للمدرسات
والمدرسين ؛ وكراسات الإدماج للمتعلمين تتضمن المرحلة 1 و 2 من البرنامج
العام الدراسي ؛ يقدم أجوبة مختصرة ومركزة عن مختلف الأسئلة المتعلقة
بتطبيق هذه المقاربة .
- إذا كان في وضعية إنتاج حقيقية .
- إذا انخرط فعليا في أنشطة إدماجية يعبئ من خلالها مكتسباته .
- إذا كانت وضعية التعلم ذات دلالة بالنسبة إليه .
- إذا كانت الأخطاء التي يقع فيها أثناء التعلم تشخص من قبل المدرس وتعالج ؛
خصوصا إذا كانت تشكل عائقا أمام استمرارية التعلمات اللاحقة .
- إذا كان يعتمد في بناء معارفه على التفاعل مع الآخرين ؛ على اعتبار أن الصراع المعرفي وسيلة لتصحيح الأفكار والتمثلات .
وهو أداة عمل لاشتماله على مجموعة من التوجيهات العملية والأمثلة التوضيحية
؛ التي تمس مختلف الجوانب التطبيقية لبيداغوجيا الإدماج ؛ وخاصة ما يتعلق
بـ :
- تخطيط الصيرورة التربوية .
- تدبير أنشطة الإدماج داخل القسم بهدف تحويل مكتسبات المتعلمين إلى كفايات حقيقية .
- تقويم مستوى التحكم في الكفاية لدى المتعلمين .
- تشخيص أخطاء المتعلمين والتعرف على الصعوبات التي يواجهونها .
- تنفيذ خطة علاجية لمساعدة التلاميذ المتعثرين .
وانطلاقا من هذا التوجه ؛ واعتمادا على مقاربة الكفايات ؛ تم ضخ العديد من
المصطلحات والمفاهيم التي يمكن اعتبارها وثيقة الصلة بمستجد بيداغوجيا
الإدماج- التي أسالت المداد الكثير- والتي
من بينها :
- الأسناد ج - مف سند . وهي عبارة عن رسوم أو صور أو كتابة أو جداول.
- التعليمات ج - مف تعليمة . وهي مفاتيح الأسناد أي أسئلة موجهة مطالب الإجابة عنها.
- الموارد . وهي المواد الدراسية التي يتلقاها المتعلم داخل الفصول .
- وضعيات التعلم . وهي عبارة عن وضعيات مشكلة مستوحاة من الحياة اليومية
للمتعلم ومن بيئته ؛ مطالب من خلالها بتثبيت ودمج تعلماته في وحدات منسجمة .